الفلكلور الشعبي السعودي إرث يشمخ به الأجيال

يُعتبر الفلكلور الشعبي السعودي صورةً فنيةً ثقافيّةً تعكس بدورها تفكير الأشخاص المتناقل عبر الزمن من صلب الإرث التاريخي العريق، إذ يشمل على الرقصات الشعبية، والموسيقى الشعبية، إضافة إلى الحكايات والأساطير الشعبية، وعليه فقد جاء المقال أدناه لتسليط الضوء على أشكال الفلكلور الشعبي السعودي والهدف من الحفاظ عليها، وأوجه اهتمام الدولة السعودية فيه ضمن رؤية 2030.

الموسيقى الشعبية السعودية

تُعدّ الموسيقى السعودية واحدة من أوجه الفن الشعبي السعودي الذي سعت الجهات المسؤولة إلى الحفاظ عليها على مر التاريخ، حيثُ تتمثل الموسيقى السعودية في العزف على العديد من الآلات الموسيقية التي يُذكر أنها دخلت رسميًّا إلى السعودية قبل ما يُقارب 60 عامًا، وبالتحديد عام 1962 م، حيثُ استُخدمت في محفل رسمي للدولة، وكانت بمثابة مفاجأة كبرى للشعب السعودي.^[١]

تمثلت أنواع الموسيقى الشعبية السعودية المقدمة بطريقة الغناء التي ارتبطت بكلّ منطقة من مناطق المملكة، والتي تتمثل في الدحية، والسامري، والعرضة، والهجيني، والخطوة، والدانة، والمديح، والهجان، إلى جانب النشيد الوطني السعودي.^[١]

الحكايات والأساطير السعودية

تُعدّ الحكايات والأساطير السعودية واحدة من ألوان الفنون الفلكلورية الشعبية، حيثُ تشمل على العديد من الروايات والقصص التي تتضمن الحديث عن مواضيع معين مؤثرة في المجتمع، مثل: مكارم الأخلاق،^[٢]إلى جانب الهدف الترفيهي الذي تقوم عليه الأساطير، ومن أبرزها أساطير من قلب الجزيرة العربية،^[٣] كما تجدر الإشارة إلى أنّه يُمكن سرد الحكايات الشعبية في اللغة العربية الفصحى أو اللهجة العامية.^[٤]

الرقصات الشعبية السعودية

تتميز المملكة العربية السعودية بالتنوع الثقافي الكبير الذي يُحاكي بدوره قصة إرث تاريخي عريق لكلّ منطقة من مناطقها، وقد تمثل هذا بالرقصات الشعبية التي تُعدّ شاهدًا على الفنون الشعبية السعودية المتوارثة عبر الأجيال، والتي يُمكن الاطلاع على أبرزها بالتفصيل على النحو الآتي:

رقصة المزمار

تتسم الاحتفالات العائلية والوطنية في السعودية بإيقاعها المميز الذي لا شك أنّه يضم أهمّ الرقصات فيه ألا وهي رقصة المزمار التي عادةً ما يؤديها عدد أشخاص يتراوح ما بين 15 - 100 مشارك، حيثُ يصطفون في صفين متقابلين، حيثُ يقود كلّ صف من الصفوف شخص متمكن من الرقص بالعصا.^[٥]

يبدأ الصف الأول في هذه الرقصة بترديد أغنية ذات موضوع معين ويصفقون معها، كما يجيبه الصف الآخر مُرددًا كلماته، إلى جانب قرع الطبول في أثناء الغناء، ثمّ يتبعها انتقال القائد من كلّ صف في منطقة المنتصف، والرقص بالعصا بحركات سريعة مذهلة، ويتبعهما شخصان آخران من المشاركين بالحركات نفسها.^[٥]

رقصة السيف أو العرضة النجدية

تجمع رقصة السيف بين الشعر والرقص الإيقاعي وموسيقى الطبول، حيثُ تظهر إلى هذا اليوم في المهرجانات والأعراس، كما لا يُمكن زيارة المملكة دون خوض تجربتها، إذ تتمثل في صفين من المشاركين الذي يرتدون الزي التقليدي لمنطقة نجد الذي يشمل على معطف طويل يُدعى الدقلة، وأسفله ثوب أبيض فضفاض يُدعى المردون، كما يعلو اللباس أحزمة يرتدونها بشكل مائل، ويحملون سيوفهم بيمينهم.^[٦]

يتغنى المشاركون برقصة العرضة السعودية بما يُقارب 50 بيتًا من الشعر، حيثُ يبدأون في غناء البيت الأول وتكراره، ويُقبل بعده النصف الآخر من المشاركين بطبولهم ليتداخلوا مع حاملي السيوف، ويرقصون على دق الطبول، ثمّ يتمايلون بالسيوف بكافة الاتجاهات، ثمّ ينحنون إلى الأمام على ركابهم بطريقة متناغمة مع الإيقاع النابض بالحياة.^[٦]

رقصة الدحة

تشتهر المنطقة الشمالية في رقصة الدحة الشعبية، حيثُ يصطف الرجال في صف واحد أو صفين متقابلين، ويبدأ بعدها الشاعر بغناء قصيدته التي تحمل في كلماتها موضوعًا معينًا غزليًّا كان أو مدحًا وغيره، ويردد المشاركون ما يقوله بأسلوب مميز ومُحفز، وقبل انتهاء الرقصة يؤدي شخص يُدعى (المحوشي) رقصةً خاصةً في الوسط، يُقابله بها شخص آخر، ويُصفق الآخرون بطريقة حماسية إيقاعية.^[٧]

رقصة المجرور

يؤدي رقصة المجرور الطائفي فريقًا مكونًا من عدد يتراوح ما بين 15 -20 شخصًا يرتدون اللباس الذي يُدعى الحويسي، والذي يتمثل بثوب أبيض طويل وواسع، يتوسطه حزام يلتف حول محيطه، حيثُ ينقسمون إلى صفين متقابلين.^[٨]

تبدأ الرقصة بشخص من الصف الأول يقرع الطبل، ويتبعه بقرع الطار على الوتيرة نفسها، ثمّ غناء البقية للبيت الأول من الشعر، ويستأنفون بعد ذلك قرع الطبل والطار؛ لفسح المجال لتكرار البيت ذاته من قبل الصف الثاني.^[٨]

رقصة الزامل والرزفة

يشتهر أهل نجران بقصة الزامل التي تحمل في طبيعتها وكلماتها المرددة فكرة طلب أمر معين من قبيلة ما، أو حل الخلافات التي تنشب بين القبائل أو الأفراد، حيثُ يؤديها مجموعة من الأشخاص بدون إيقاعات تُذكر، ويذكرون في البيت الشعري سبب قدومهم أو مطلبهم، ليقابلهم مجموعة أخرى يردون عليهم بالطلب.^[٩]

يتبع هذه الرقصة رقصة أخرى تُدعى رقصة الرزفة، حيثُ ينقسم المشاركون فيها إلى صفين متقابلين، يتناوبون فيما بينهم على ترديد أبيات شعرية بدون إيقاعات موسيقية، كما يتحرك كلّ صف من الصفوف بحركات راقصة للأمام والخلف، إلى جانب رقصة خاصة بين الفترة والأخرى لشخصين في المنتصف.^[٩]

مظاهر الاهتمام في الفلكلور الشعبي السعودي ضمن رؤية 2030

تؤمن القيادة السعودية بأنّ الفلكلور السعودي إرثًا يشمخ به الأجيال على مر العصور، الأمر الذي دفعها لتوجيه الجهات المسؤولة عن القطاع الثقافي والفني للاهتمام بهذا الجانب، وقد تمثل هذا الاهتمام بالعديد من المظاهر، وفيما يأتي ذكر أبرزها:^[١٠]

• إنشاء الفرقة الوطنية للموسيقى التي تشتهر بمهارات العالية؛ لتمثيل المملكة في المحافل الموسيقية المحلية والعالمية، حيثُ يُمكن التعرف على تفاصيل المبادرة من خلال زيارة الموقع الرسمي لمبادرة الفرقة الوطنية الموسيقية.
• إطلاق مسابقة الفلكلور الشعبي، التي تهتم بمشاركة المجتمع السعودي عبر مقاطع فيديو أو صوت مسجلة؛ لخدمة التراث الوطني وإحيائه، حيثُ يُمكن التعرف على تفاصيل هذه المسابقة من خلال زيارة الموقع الرسمي لمسابقة الفلكلور الشعبي.
• مهرجان الفلكلور الوطني الذي انطلق بنسخته الثانية لعام 2023، حيثُ تؤدي فيه مجموعة من الطلبة الأهازيج والرقصات التي تحاكي الموروث الشعبي السعودي.^[١١]