تعرف على أهم وأشهر الرقصات الشعبية في السعودية

تزخر محافظات المملكة العربية السعودية بتنوع الموروث الثقافي الذي يُعبّر عن تاريخ وأصالة الماضي، ومن أشكال هذا الموروث هي الرقصات الشعبية، والتي لاقت دعمًا كبيرًا للحفاظ عليها من قِبل الدولة، وستتعرف في هذا المقال على أهم وأشهر هذه الرقصات.

العرضة النجدية

العرضة النجدية أو رقصة السيف؛ هي رقصة من التراث السعودي وخاصةً من منطقة نجد، كانت تُعرف قديمًا برقصة المحاربين، إذ إنّها وسيلة يستخدمها الرجال قبل مواجهة الأعداء؛ لعرض أسلحتهم ورفع روحهم للقتال، وأخذت هذه الرقصة بالتطور حتى أصبحت تُؤدى في المناسبات الرسمية والدينية، مثل: الأعياد والمهرجانات واستقبال رؤساء الدول، وهي اليوم أحد رموز الثقافة السعودية.^[١]

كما أنّ هذه الرقصة دائمًا ما يتم ربطها بالمعارك التي قادها مؤسس المملكة العربية السعودية وموحدها الملك عبدالعزيز آل سعود، وأُدرجت أيضًا في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي للبشرية،^[١] فالمشهد الثقافي في السعودية لا يكتمل بدون هذه الرقصة التي تربط التاريخ الأصيل بالحاضر المشرق، فهي تُعتبر في جوهرها عن التماسك الاجتماعي والاحترام المتبادل.^[٢]

الزامل والرزفة

إنّ الزامل هو أحد الفنون الشعبية التي تشتهر فيها منطقة نجران، إذ تُؤدى بجميع المناسبات، مثل: الأعراس، والصلح بين القبائل، واستقبال الضيوف، وغيرها،^[٣] وتقوم طريقة هذه الرقصة الشعبية بدون استخدام إيقاعات، فأساسها أن يُردد جمع من الرجال أبياتًا شعريةً تحمل معاني سبب مجيئهم، ويتم استقبالهم من قِبل مجموعة بالحفاوة والترحيب.^[٤]

إنّ المعاني التي تحملها أبيات الزامل في أغلب الأحيان تدل على استعداد المقبلين في تحقيق مطالب المرحبين، ويتبع الزامل فن الرزفة، إذ يُؤدى دون إيقاعات أيضًا، وتُقسم المجموعات المشاركة فيه إلى قسمين، بحيث يُرددون الشعر، ويتخلل ذلك رقصات في الوسط بين رجلين، وتيميز فنيّ الزامل والرزفة بأنّها يُؤديان بلحن رجولي تمتلئ به الحناجر.^[٤]

يُذكر في هذا الصدد الفنون الشعبية الأخرى في منطقة نجران وهو فن المرافع، ويُعرف أيضًا بلعبة الطبول، ويجمع في مضمونه بين الإيقاع واللحن، إذ يقوم المشاركون بأداء رقصة شبيهة بالرزفة مع ترديد أبيات شعرية بإيقاعات مختلفة.^[٥]

المجرور

المجرور هو فن شعبي عريق عُرف في الجزيرة العربية، إذ إنّ بدايات هذا الفن كانت من قبيلة ثقيف، ومارست بعض القبائل الأخرى هذا الفن في الطائف وما حولها، مثل: بني سفيان، والنمور، والمجور يعتمد على غناء أبيات شعرية على دق الطبول مع الرقص عليها، ويتراوح عدد المشاركين في هذه الرقصة من 15 - 20 رجلًا، يُقسمون إلى قسمين متقابلين.^[٦]

كما يرتدي أعضاء المجرور زيًا موحدًا معروفًا باسم "الحويسي"، فهو عبارة عن ثوب أبيض فضفاض معه حزام يتضمن ذخيرةً حيةً، وتكون البداية مع صاحب الطبلة؛ ومن ثم يقرع الطار بانسجام مع الطبلة، وبعدها يبدأ أحد الصفوف بغناء أبيات الشعر، وتحدث مناورةً بين الصفين مع تأدية حركات منسجمةً، ويُرافق ذلك وجود شخص أو شخصين يقومان بإحداث إيقاع بقفزاتهما، ويتوقفون مع انتهاء الأبيات الشعرية.^[٦]

الدحة

هي رقصة شعبية تشتهر فيها منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية، وتكمن أهميتها بأنّها كانت قديمًا من رقصات الحرب التاريخية؛ لإشعال الحماسة وبث الرعب في الأعداء، إلى جانب الاحتفال بالانتصارات، وتطور هذا الفن الشعبي الذي يُشارك فيه الشباب وكبار السن في مختلف المناسبات والأفراح، فهو عبارة عن أهازيج تُشبه زئير الأسد أو هدير الجمل.^[٧]