اهتمت المملكة العربية السعودية بالجوانب التراثية والثقافية من خلال إنشاء عدد من المتاحف التي تبرز المظهر الحضاري والتاريخي للبلاد، ويعد متحف عمارة الحرمين الشريفين من أبرزها، فهو يشكل أحد أهم الصروح الثقافية الإسلامية في العالم، وفي هذا المقال تفاصيل أكثر حول ذلك المتحف.


فكرة إنشاء متحف عمارة الحرمين الشريفين والهدف منه

جاءت فكرة إنشاء متحف عمارة الحرمين الشريفين بعد التوسعات التي أجريت في الحرمين الشريفين، إذ جمعت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مجموعة من المقتنيات التاريخية والنقوش الكتابية وبعض العناصر المعمارية منه، وارتأت إلى جمعها في معرض خاص بها في مكة المكرمة، وقد جرى العمل على هذا المشروع عبر اختيار القطع الأثرية والنقوش الكتابية من قبل فرق مختصة لإنشاء هذا المتحف الذي يجذب الزوار من داخل المملكة وخارجها.[١]


أما الهدف من إنشاء هذا المتحف الرائع، فقد كان لإبراز الجهود المختلفة في الاهتمام بالحرمين الشريفين على مر العصور، بالإضافة إلى تثقيف الأجيال المسلمة الجديدة وتعريفها بالتاريخ الإسلامي الزاهر.[١]


موقع ومساحة متحف عمارة الحرمين الشريفين

يقع متحف الحرمين الشريفين في حي أم الجود في مكة المكرمة بجانب مصنع كسوة الكعبة المشرفة على طريق مكة المكرمة-جدة القديم،[٢] وقد أنشئ في عام 1998م على مساحة تقدر بحوالي 1200 م²، ويحتوي على 7 قاعات مختلفة تضم كل منها مجموعة متميزة من المقتنيات التراثية والتاريخية التي يعود بعضها إلى قرون عديدة ماضية،[٣] كما يعرض فن العمارة الإسلامية في الحرمين الشريفين منذ بداية الإسلام وحتى وقتنا هذا.[٤]


أقسام متحف عمارة الحرمين الشريفين

يضم متحف عمارة الحرمين الشريفين مجموعة من القطع الأثرية النادرة والصور القديمة والحديثة للحرمين، بالإضافة إلى مجموعة من المخطوطات والصحائف النادرة وغيرها، وتتوزع تلك المقتنيات على 7 قاعات مختلفة في المتحف،[٢] وفيما يأتي تفاصيل حول كل منها:


قاعة الاستقبال

وهي القاعة المخصصة لاستقبال زوار المتحف، ويتم فيها تعريفهم بعمارة الحرمين الشريفين والتوسعات التي أجريت عليه، وذلك عبر عرض مجسم للمسجد الحرام وصورًا قديمة للحرمين الشريفين، ومقارنتها مع الشكل الجديد لهما.[٢]


قاعة الكعبة المشرفة

تضم تلك القاعة مجموعة من المقتنيات الأثرية، أبرزها:[٢]

  • ميزاب الكعبة المشرفة

وهو الجزء المثبت على سطح الكعبة لتصريف المياه عنها عند سقوط الأمطار أو غسلها، والذي يعود تاريخه إلى عام 1273هـ، وهو مصنوع من الخشب ومصفح بالذهب من الخارج، بينما يبطن من الداخل بالرصاص.

  • باب الكعبة المشرفة

والذي أمر بصنعه الملك عبدالعزيز آل سعود في عام 1363هـ.

  • أحد أعمدة الكعبة المشرفة

والذي يعود تاريخه لعام 65هـ عند عمارة عبدالله بن الزبير -رضي الله عنه- للكعبة المشرفة، وهو عمود مصنوع من خشب الساج.

  • صندوق من الخشب

وهو أحد الصناديق التي كانت موجودة داخل الكعبة المشرفة، والتي يعود تاريخه إلى عام 1277هـ.

  • قفل ومفتاح الكعبة المشرفة

والتي يعود تاريخه إلى عد السلطان العثماني عبدالمجيد الثاني في عام 1309هـ.


قاعة المسجد النبوي

تضم تلك القاعة عددًا من المقتنيات التاريخية، أبرزها:[٢]

  • أحد الأبواب الرئيسية للمسجد النبوي، والتي يعود تاريخه إلى عام 1373هـ.
  • ساعة قديمة للسلطان العثماني عبدالمجيد الأول، يعود تاريخها إلى عام 1277هـ.
  • هلال المئذنة الرئيسية في المسجد النبوي، والتي يعود تاريخها إلى أوائل القرن 14هـ.


قاعة المسجد الحرام

تضم تلك القاعة ما يأتي:[٢]

  • عدد من أهلة المنائر التي يعود تاريخها إلى عام 1299هـ.
  • سلم الكعبة المشرفة التي يعود تاريخه إلى عام 1240هـ، والمصنوع من خشب الساج.
  • المقصورة التي كانت تغطي مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام.


قاعة زمزم

تضم تلك القاعة ما يأتي:[٢]

  • وعاء من النحاس كان موجودًا في بئر زمزم، ويعود تاريخه إلى عام 1299هـ.
  • رقبة بئر زمزم وغطاؤها وطوقها والبكرة المستخدمة لرفع الماء من البئر، والتي يعود تاريخها إلى القرن 14هـ.
  • ساعة شمسية لتحديد أوقات الصلاة كانت موجودة على سطح بئر زمزم، ويعود تاريخها إلى عام 1023هـ.
  • ساعة قديمة يعود تاريخها إلى عام 1352هـ أمر بشرائها الملك عبدالعزيز، ووضعت فوق دار الحكومة الحميدية.


قاعة المخطوطات

والتي تضم نسخة من المصحف العثماني الذي كتب في عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، بالإضافة إلى مجموعة من المخطوطات والمصاحف النادرة المأخوذة من مكتبتي الحرمين الشريفين.[٢]


قاعة الصور الفوتوغرافية

تضم تلك القاعة مجموعة من الصور النادرة لمكة المكرمة والمدينة المنورة، والتي يعود تاريخها إلى عام 1298هـ، وتعد هدية من الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود للمتحف.[٢]


أوقات زيارة متحف عمارة الحرمين الشريفين

يستقبل متحف عمارة الحرمين الشريفين زواره من الأحد إلى الخميس من الساعة 8 صباحًا وحتى 8 مساءً، إذ يشهد إقبالًا من مختلف فئات المجتمع، وخاصة من المعتمرين والحجاج، وقد وفرت فيه خدمات لكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من صعوبات في الحركة، ولذوي الاحتياجات الخاصة.[٥]




المراجع

  1. ^ أ ب "متحف الحرمين الشريفين يحكي قصة أطهر البقاع"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 4/9/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "«متحف الحرمين» يحكي قصة أطهر البقاع"، صحيفة الرياض، اطّلع عليه بتاريخ 4/9/2023. بتصرّف.
  3. "المتاحف التراثية في مكة"، وافي، اطّلع عليه بتاريخ 4/9/2023. بتصرّف.
  4. "معرض عمارة الحرمين الشريفين .. تراث إسلامي عريق"، وكالة الأنباء السعودية، اطّلع عليه بتاريخ 4/9/2023. بتصرّف.
  5. "معرض عمارة الحرمين الشريفين يستعرض جهود المملكة في الحفاظ على التراث الإسلامي العريق"، الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، اطّلع عليه بتاريخ 4/9/2023. بتصرّف.