إنّ التراث الشعبي في السعودية يتميز بالتنوع، لذلك أخذت الدولة على عاتقها دعم التراث المادي وغير المادي، والذي يُعبّر عن الثقافة السعودية، مثل: حياكة السدو، والتي ستتعرف عليها أكثر من خلال المقال الآتي.

نبذة تعريفية حول حياكة السدو

حياكة السدو؛ هي نوع من أنواع الحرف اليدوية التي مارستها النساء البدويات في شبه الجزيرة العربية منذ القدم، فهي حرفة تتطلب إبداعًا، إذ إنّ العمل بالمنسوجات التقليدية يحتاج إلى دقة وبراعة، فحياكة السدو تتميز بتصميمات هندسية تُعبّر عن البيئة الصحراوية وأنماط الحياة القديمة، وتستخدم النساء أثناء النسج ألوان زاهية، مثل: الأحمر والبرتقالي؛ لإضفاء حيوية.[١]


يعتمد جمال القطعة المنسوجة على جودة الغزل والنسيج وخبرة من يقوم بهذا العمل، فكلما كان الخيط أدق كان الهيكل ونمط التصميم أكثر وضوحًا، وتعلب النساء البدويات الكبيرات في السن دورًا بارزًا في نقل هذه الحرفة إلى الأجيال الصغيرة، فهناك أُسر تحرص على نقل المهارات الخاصة بهذه الحرفة إلى الأبناء، وتلعب الجمعيات والمنظمات التعليمية أيضًا دورًا مهمًا في نقل المهارات والمعرفة من خلال الدورات وورش العمل.[١]


إنّ أهمية هذه الحرفة تكمن بأنّها تدل على عمق الثقافة العربية ودور المرأة في المجتمع البدوي القديم،[١] ويتم الاستفادة من هذه الحرفة في صناعة بيوت الشعر، والمفارش، والمجالات التي تُعبر عن التراث والتقاليد، والحقائب، وقد تأخذ حياكة بعض الصناعات إلى وقت طويل يصل إلى عدة أسابيع.[٢]


إدراج حياكة السدو على قائمة التراث غير المادي لليونسكو

نجحت السعودية في تسجيل حياكة السدو في قائمة التراث غير المادي لمنظمة اليونسكو، وذلك بالتشارك مع دولة الكويت، وتم الإعلان عن التسجيل في الفترة ما بين 14 - 19 ديسمبر 2020م، وقاد ذلك الجهد وزارة الثقافة بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة والمندوبة الدائمة للسعودية في اليونسكو.[٣]


إنّ حياكة السدو هو ثامن عنصر ثقافي غير مادي قامت المملكة العربية السعودية بتسجيله في اليونسكو، وهذا الأمر مهم في توثيق التراث الوطني واستمراره للأجيال القادمة، وهذا الأمر من شأنه تعزيز السياحة الثقافية في المملكة والتشجيع عليها؛ لدعم رؤية 2030.[٣]


اهتمام المملكة العربية السعودية في حياكة السدو

تهتم المملكة العربية السعودية في هذا الفن الشعبي الأصيل من خلال إقامة الفعاليات والمهرجانات الخاصة بالتراث والصناعات الشعبية، مثل: مهرجان الكليجا، خاصةً أنّ هناك أسرًا منتجة تُعد هذه الصناعة مصدر دخل لها،[٤] إلى جانب إقامة المعارض التي تُعنى بالحرف اليدوية التقليدية، مثل: معرض صُنع في السعودية، والذي أُقيم ضمن فعاليات موسم الرياض.[٥]


كما بيّنت إحدى النساء اللاتي شاركن في المعارض والفعاليات رحلتها مع هذه الصنعة، وهي أُم ناجح التي أحبت حياكة السدو، واتخذت منها هواية لها، أبدعت فيها لأكثر من خمسين عامًا، وشاركت في عدة مهرجانات ومعارض محلية؛ لأهمية هذه الحرفة ودورها المحوري في دعم الحياة الثقافية.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Traditional weaving of Al Sadu", unesco, Retrieved 29/1/2023. Edited.
  2. "سياحة وترفيه / أم شجاع تروي رحلتها مع حياكة السدو في مهرجان الكليجا 14"، وكالة الأنباء السعودية، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "ثقافي / اليونسكو تُعلن تسجيل "حياكة السدو" ضمن قائمتها للتراث الثقافي غير المادي"، وكالة الأنباء السعودية، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2023. بتصرّف.
  4. "سياحة وترفيه / أم شجاع تروي رحلتها مع حياكة السدو في مهرجان الكليجا 14"، وكالة الأنباء السعودية، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2023. بتصرّف.
  5. "ثقافي / "حياكة السدو" تتصدر الحرف اليدوية التراثية بمعرض "صنع في السعودية""، وكالة الأنباء السعودية، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2023. بتصرّف.
  6. "سيدة حِرفية تمارس السدو لأكثر من 50 عاماً"، جريدة الرياض، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2023. بتصرّف.